موسوعة اللغة الجبالية الشحرية

*موسوعة ترجمة اللغة الجبالية الشحرية في محافظة ظفار- سلطنة عمان*.

للحقيقة والتاريخ ما زالت اللغة الجبالية الشحرية تحتفظ باصالة اللسان العربي الجنوبي الذي انحصر من مناطق جنوب الجزيرة العربية وبعض أمدائها إلى جبال ظفار الخضراء الممتدة من جبل سمحان شرقآ إلى جبل القمر غربآ حيث يغطي النطاق الجغرافي للخريف مسافة تقدر ب ٢٥٠ كيلو مترا، ويصل عدد المتحدثين بهذه اللغة من سكان محافظة ظفار إلى مائتي ألف نسمة تقريباً وأن سبيل نقل هذه اللغة من جيل إلى آخر هو المشافهة لافتقادها إلى خاصية التدوين التي حرمتها من قابليات كثيرة للتطور والتوسع ومقاومة المخاطر التي تحدق بها وبأي لغة محلية من الثقافة الوافدة .
فاللغة إلى الآن غير مكتوبة والدراسات والبحوث التي يمكن أن تشتغل لتأكيد هذا أو تنفيه واقعاً بأدلته تحتاج إلى جهد ووقت وإمكانيات ولهذا فهي تصارع من أجل البقاء في ظل العولمة والمتغيرات الثقافية والاجتماعية السريعة التي تحدثها اللغات العالمية الكبرى بآلياتها المؤثرة على اللغات المحلية دون هوادة .
وما يدفع إلى الاهتمام بهذه اللغة وجود عدة لغات ولهجات في عموم مناطق عمان مثل المهرية والهيبيوت والبطحرية والكمزارية والبلوشية وغيرها... لهذا وجب علينا نحن أبناء هذه اللغة، مع كل المعنيين والمهتمين بالتراث اللغوي على النطاق المحلي والعالمي حماية هذا الكنز العريق من الاندثار ، والمحافظة عليه بكل الإمكانيات المتاحة.
ولعل الخطوة الأهم في هذا الصدد تتمثل في جمع وحفظ مفردات هذه اللغة بكلماتها وأسمائها وأشعارها وأقوالها وأمثالها التي تمثل إرثاً عظيماً لهذه اللغة من خلال ما عمدنا إلى تتويجه بعمل قاموس لحفظها من الاندثار، وإبقائها في صدارة الموروث الثقافي والحضاري الإنساني الذي حافظ عليه الأجداد عبر آلاف السنين حتى وصل إلينا بهذه السعة والعمق مما يحتم علينا تحمل المسؤولية، وصون هذا الموروث، لنقله للأجيال القادمة بكل أمانة وموضوعية حفظاً لحق الجميع في إرثه الغني بدلالات تعبيراته الملهمة في جميع الأغراض .
ولتسهيل انتقال هذه اللغة وتواصلها عبر الاجيال للناطقين بها أو المهتمين والباحثين بالدراسات اللغوية من مختلف أنحاء العالم فقد عمدنا إلى عمل هذا القاموس وجعله تطبيقاً مترجماً من اللغة الجبّالية الشحرية إلى اللغتين العربية والإنجليزية مع إضافة النطق الصوتي الذي يبين للمتلقّي والمتعلم المخارج الصوتية للكلمات، حيث تم تصميمه ليكون في متناول الجميع في أي زمان ومكان من خلال الهاتف المحمول، أو الحاسب الآلي دون صعوبة .
ولايفوتنا في هذا المقام أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى كل من ساهم في إنجاح هذه الموسوعة؛ بدعمه أو تشجيعه أو العمل المباشر فيه ... فلهم جميعاً جزيل الشكر والتقدير.